حشد التمويل للمنظات
يتناسب نمو منظمات المجتمع المدني طردياً مع قدرات كادرها الرئيسـي على حشد التمويل، ويعني هذا، أن المنظمات لن تُصبح فعالة، إلا إذا أسست آلية لحشد التمويل تتنوع فيها مصادر التمويل، وطرق استدامته.
وعليه يجب على منظمات المجتمع المدني أن تبدأ في التخطيط لحشد التمويل من اليوم الأول للتأسيس، لأن حشد التمويل بالنسبة للمنظمات كالمنتج الذي ينتجه المصنع، وحشد الموارد، يعتبر الخطوة الأصعب بحياة مؤسسي وقيادات المنظمات بأي مكان وبأي زمان.
هناك الكثير من الطرق التي تتبعها المنظمات في حشد التمويل، أبسطها وأسهلها، تبرعات أعضائها المؤسسين والإقناع لمجموعة من التجار لدعم بعض أنشطتها وهذا الدعم يكون عادة مرتبط بالمناسبات الدينية، مثل إفطار الصائم وكسوة العيد وتوزيع لحوم الأضاحي أو الأنشطة الموسمية مثل دعم توزيع الحقائب المدرسية بداية كل عام دراسي وتوزيع الملابس الشتوية.
ولكن للأسف، لا يكون الدعم المتوفر لهذه المناسبات، كافياً وذلك لأنه مشـروط بالمناسبات نفسها ويغطي احتياجا مؤقتا. وطبيعة هذه الأنشطة، لا تساعد المنظمات في الاستمرارية والنمو، لأنها ليست مشاريع حقيقية ولكن فقط أنشطة متفرقة.
وبرغم أن الطابع الخيري لهذه التبرعات، يجعلها غير مقيدة باتفاقيات وموازنات وشروط إنفاق محددة وهي مريحة في التنفيذ أيضاً، لكنه يؤدي إلى عدم اضطرار هذه المنظمات لاتباع إجراءات ومعايير وخطط تنفيذ ومتابعة وتقييم وتفعيل آلية الشكاوى، ولا جمع الدروس المستفادة مما يقلل من فرص التعلم لدى المنظمات المعتمدة على هذا النوع من التمويل ولذلك نجد أنها مستمرة في نفس النمط الإداري الروتيني وغير التنافسي.
لديك سؤال؟ راسلنا وسنكون سعداء بالإجابة عليك
___________________________________